السبت، 10 سبتمبر 2022

ذات الشفا في سيرة المصطفي لشمس الدين الجزري

 

 



بسم اللَّه الرحمن الرحيم

قَالَ مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ الْجَزَرِيْ
وَالشُّكْرُ للَّهِ عَلَى مَا قَدْ هَدَى
صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَسَلَّمَا
وَبَعْدُ: إِنَّ خَيْرَ شَيْءٍ انْتَظَمْ
وَخُلَفَائِهِ الَّذِيْنَ بَعْدَهُ
نَظَمْتُهَا فِي غَايَةِ اخْتِصَارِ
بِرَسْمِ سُلْطَانِ الْوَرَى مُحَمَّدِ
أَسْأَلُ رَبِّي أَنْ يُعِزَّ الدِّنْيَا
فَلَيْسَ عِنْدِي مِنْ هَدَايَا تَصْلُحُ
وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ إِلَيْهِ
وَلَيْسَ مِثْلَهُ مُحِبُّ الْعُلَمَا
فَلْيَهْنِهِ بِأَنَّهُ مَنْصُورُ
سَمَّيْتُهَا تَفَاؤُلاً ذَاتَ الشِّفَا
وَهَا أَنَا أَشْرَعُ فِي الْمَقْصُودِ
عَلَى الصَّحِيْحِ مِنْ خِلَافٍ حَصَلَا

الْحَمْدُ لِلْمُهَيْمِنِ الْمُقْتَدِرِ
مِنْ نَظْمِ سِيْرَةِ النَّبِيِّ أَحْمَدَ
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَكَرَّمَا
سِيْرَةُ خَيْرِ مُرْسَلٍ إِلَى الأُمَمْ
الرَّاشِدِيْنَ التَّابِعِيْنَ قَصْدَهُ
مُرْتَجِلاً لَعَلَّ فِي نَهَارِ
صَاحِبِ شِيْرَازَ الرِّضَا الْمُؤَيَّدِ
بِهِ وَيُهْلِكَ الْعِدَا الْبَاغِيْنَا
سِوَى دُعَاءٍ لَسْتُ عَنْهُ أَبْرَحُ
لِكَوْنِهَا مَحْبُوبَةً لَدَيْهِ
لأَنَّهُ أَقْدَارَهُمْ قَدْ عَلِمَا
وَهُوَّ فِي زُمْرَتِهِمْ مَحْشُورُ
فِي سِيْرَةِ النَّبِيِّ ثُمَّ الْخُلَفَا
مِنْ نَظْمِ دُرٍّ لُؤْلُؤٍ مَنْضُودِ
وَحَسْبُنَا اللَّهُ تَعَالَى وَعَلَا

نسبه

مُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا إِنْ يَنْتَسِبْ
هَاشِمِ مِنْ عَبْدِمَنَافِ بْنِ قُصَيْ
غَالِبِ فِهْرِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ
مُدْرِكَةَ بْنِ الْيَاسِ نَجْلِ مُضَرَا
إِلَى هُنَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
وَأُمُّهُ آمِنَةٌ مِنْ وَهْبِ مِنْ

فَهُوَ ابْنُ عَبْدِاللَّهِ عَبْدِالْمُطَّلِبْ
كِلَابِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيْ
كِنَانَةٍ خُزَيْمَةٍ ذِي الْفَخْرِ
نِزَارِ مِنْ مَعَدِّ عَدْنَانَ انْبَرَا
وَاخْتَلَفُوا مِنْ آدَمٍ إِلَيْهِ
عَبْدِمَنَافِ زُهْرَةٍ كِلَابِهِنْ

وقت حمله وتاريخ ولادته

وَحَمْلُهُ أَيَّامَ تَشْرِيْقٍ حَصَلْ
وُلِدَ فِي الإِثْنَيْنِ ثَانِي عَشْرِ
مِنْ عَامِ فِيْلٍ لِهُبُوطِ آدَمَا
وَبَعْدَ طِبْ ظِلًّا مِنَ الإِسْكَنْدَرِ
وَبَعْدَ أَنْ جَلَسَ كِسْرَى الْعَادِلُ

وَعِنْدَ وُسْطَى جَمَرَاتٍ انْتَقَلْ
رَبِيْعٍ الأَوَّلِ أَسْنَى شَهْرِ
سِتَّةُ آلَافٍ مَضَتْ مَعْ جَادَ مَا
ثِقْ حُزْ عُلاً مِنْ رَفْعِ عِيْسَى الأَطْهَرِ
وَهُوَ أَنُو شِرْوَانُ يَوْمٌ زَائِلُ

من آيات مولده

وَلَيْلَةَ الْمَوْلِدِ شُقَّ وَانْصَدَعْ
وَشُرُفَاتُهُ هَوَتْ وَسَقَطَتْ
وَلَمْ تَكُنْ تَخْمُدُ قَبْلَ ذَلِكْ
مُبَشِّرَاتٍ وَبُحَيْرُ سَاوَهْ
وَأُمُّهُ رَأَتْ بُعَيْدَ الْبُشْرَى

إِيْوَانُ كِسْرَى وَلَهُ الصَّوْتُ سُمِعْ
وَنَارُ فَارِسَ انْطَفَتْ وَخَمَدَتْ
بِأَلْفِ عَامٍ وَارْتَقَى الْمَلَائِكْ
غَاضَتْ وَفَاضَ الْمَاءُ بِالسَّمَاوَهْ
نُوْرًا أَضَا لَهُ قُصُورُ بُصْرَى

من أرضعته

وَأَرْضَعَتْهُ أَوَّلاً ثُوَيْبَةُ
وَثُمَّ شُقَّ صَدْرُهُ وَبَانَا

وَأَرْضَعَتْهُ بَعْدَهُا حَلِيْمَةُ
حَظُّ اللَّعِيْنِ وَمُلِي إِيْمَانَا

حضانته وموت أبيه

وَحَضَنَتْهُ أُمُّ أَيْمَنْ بَرَكَةْ
فَإِنَّهُ مُذْ مَاتَ كَانَ حَمْلَا
وَهْيَ الَّتِي أَعْتَقَهَا لَمَّا كَبِرْ

وَعَنْ أَبِيْهِ انْتَقَلَتْ بِالْمَلَكَةْ
وَقِيْلَ لَمَّا مَاتَ كَانَ طِفْلَا
زَوَّجَهَا مَوْلَاهُ زَيْدًا فَادَّكِرْ

موت أمه وكفالة جده ثم عمه أبي طالب

وَمَاتَتُ امُّهُ وَقَدْ كَمُلَ لَهُ
أَبُو أَبِيْهِ ثُمَّ مَاتَ وَهُوَا

أَرْبَعٌ أَوْ سِتٌّ وَبَعْدُ كَفَلَهُ
ابْنُ ثَمَانٍ مَعَ شَهْرَيْنِ سَوَا

وصوله إلى بصرى وقول الراهب وغيره

وَعِنْدَمَا صَارَ لَهُ اثْنَا عَشْرَا
فَحِيْنَمَا أَبْصَرَهُ بَحِيْرَا
فَجَاءَهُ مُقَبِّلاً مِنْهُ الْيَدَا
هَذَا رَسُولُ اللَّهِ مُجْلِي الْغُمَّهْ
يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ مُذْ أَقْبَلْتُمُ
لَمْ يَبْقَ مَا أُبْصِرُهُ مِنْ حَجَرِ
وَلَيْسَ يَسْجُدَانِ إِلَّا لِنَبِيْ
ثُمَّ نَهَاهُ عَنْ دُخُولِ الشَّامِ لَا

مَعْ عَمِّهِ رَاحَ لأَرْضِ بُصْرَى
أَحْصَاهُ إِذْ كَانَ بِهِ خَبِيْرَا
وَقَالَ أَهْلاً بِالنَّبِيِّ أَحْمَدَا
يَبْعَثُهُ لِلْعَالَمِيْنَ رَحْمَهْ
رَقَبْتُكُمْ حَتَّى هُنَا نَزَلْتُمُ
إِلَّا يَخِرُّ سَاجِدًا وَشَجَرِ
وَإِنَّنَا نَجِدُهُ فِي الْكُتُبِ
تَغْتَالَهُ يَهُودُهَا فَيُقْتَلَا

خروجه إلى بصرى ثاني مرة بتجارة خديجة مع غلامها ميسرة

ثُمَّ لِبُصْرَى رَاحَ ثَانِي مَرَّةِ
عَبْدِ خَدِيْجَةٍ قُبَيْلَ تَنْكِحُهْ
لَمَّا أَتَى نَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةْ
فَقَالَ رَاهِبٌ بِهَا مَا يَنْزِلُ
وَكَانَ مِنْ قَوْلِ الْغُلَامِ مَيْسَرَةْ
يَنْزِلُ مَنْ يُظِلُّهُ شَخْصَانِ

بِمَتْجَرٍ وَكَانَ مَعَ مَيْسَرَةِ
بِمَالِهَا يُرْبِحُهَا وَتُرْبِحُهْ
بِالْقُرْبِ مِنْ صَوْمَعَةٍ مُنَصَّرَةْ
أَيْ هَا هُنَا إِلَّا نَبِيٌّ مُرْسَلُ
كَانَ لَدَى الْحَرِّ وَعِنْدَ الْهَاجِرَةْ
صَدَقَ مِنْ مَلَائِكِ الرَّحْمَنِ

زواجه بخديجة وبنيان الكعبة

وَعِنْدَمَا رَدَّ تَزَوَّجَتْ بِهِ
أَسَنُّ كَانَتْ بَرَّةً وَمُحْسِنَةْ
بَنَتْ قُرَيْشُ الْبَيْتَ عِنْدَ مَشْهَدِهْ

وَعُمْرُهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ وَهِيْ
وَعِنْدَ خَمْسٍ وَثَلَاثِيْنَ سَنَةْ
وَوَضَعَ الْحَجَرَ فِيْهَا بِيَدِهْ

مبعثه

وَعِنْدَمَا بَلَغَ أَرْبَعِيْنَا
فَجَاءَهُ جِبْرِيْلُ فِي غَارِ حِرَا
مِنْ أَوَّلِ الْقَلَمِ ثُمَّ جَاءَ
فَقَالَتَ ابْشِرْ لَسْتَ تُخْزَى أَبَدَا
ثُمَّ تَوَجَّهَتْ بِهِ لِوَرَقَهْ
فَقَالَ ذَا النَّامُوسُ جَا لِمُوْسَى

بُعِثَ لِلأَنَامِ أَجْمَعِيْنَا
قَالَ لَهُ اقْرَأْ ثُمَّ غُطَّ فَقَرَا
خَدِيْجَةً قَالَ لَهَا الأَنْبَاءَ
لِمَا جَمَعْتَ مِنْ صِفَاتِ السُّعَدَا
أَخْبَرَهُ بِمَا رَأَى فَصَدَّقَهْ
وَسَائِرِ الرُّسُلِ حَتَّى عِيْسَى

أول من آمن به وما كان بعد ذلك

وَأَوَّلُ الْخَلْقِ اسْتَجَابَ لِلنَّبِيْ
عُثْمَانُ وَالزُّبَيْرُ وَابْنُ عَوْفِ
إِذْ آمَنُوا بِدَعْوَةِ الصِّدِّيْقِ
وَبَعْدَ ذَا تَتَابَعَ الْوَحْيُ وَمَنْ
وَهُمْ عَلَى السِّرِّ بِدَارِ الأَرْقَمْ
فَأَصْبَحَ الإِسْلَامُ ظَاهِرًا وَمَا
فَعَابَ آلِهَتَهُمْ فَأَنْكَرُوا
فَأَذِنَ النَّبِيُّ حَتَّى هَاجَرُوا
هَاشِمَهُمْ مَعَ بَنِي الْمُطَّلِبِ
فَمَكَثُوا ثَلَاثَةً وَفُرِجُوا

خَدِيْجَةُ الصِّدِّيْقُ زَيْدٌ وَعَلِيْ
طَلْحَةُ سَعْدٌ آمِنُوا مِنْ خَوْفِ
كَذَا ابْنُ مَظْعُونٍ بِذَا الطَّرِيْقِ
يُسْلِمُ وَالنَّبِيُّ لَا يَدْعُو عَلَنْ
حَتَّى اسْتَجَابَ عُمَرٌ وَأَسْلَمْ
عَلَى قُرَيْشٍ مِنْ فَرِيْقٍ أَسْلَمَا
وَعَذَّبُوا مِنْ صَحْبِهِ مَنْ قَدَرُوا
لِلْحَبْشِ ثُمَّ بَعْدَ هَذَا حَاصَرُوا
فِي الشِّعْبِ إِذْ سِتٌّ مَضَيْنَ لِلنَّبِيْ
بَعْدَ النُّبُوَّةِ بِتِسْعٍ خَرَجُوا

موت عمه أبي طالب وخديجة رضي اللَّه عنها

وَبَعْدَ سِتِّ أَشْهُرٍ مَاتَ أَبُو
وَبَعْدَ أَيَّامٍ ثَلَاثَةٍ مَضَتْ

طَالِبٍ الْعَمُّ الشَّفُوقُ الأَقْرَبُ
زَوْجَتُهُ خَدِيْجَةٌ تُوُفِّيَتْ

خروجه إلى للطائف مستأمنًا وإسلام الجن

وَظَهَرَ الضُّعْفُ فَرَاحَ الطَّائِفَا
أَقَامَ شَهْرًا ثُمَّ عَادَ مَأْمَنَهْ
وَفِي طَرِيْقِهِ أَتَى فِي نَخْلَهْ

فَلَمْ يَجِدْهُمْ يُؤْمِنُونَ خَائِفَا
وَعُمْرُهُ إِحْدَى وَخَمْسُونَ سَنَهْ
جِنُّ نَصِيْبِيْنَ وَأَسْلَمُوا لَهْ

المعراج وفرض الصلاة

وَبَعْدَ تِسْعِ أَشْهُرٍ أُسْرِيَ بِهْ
عَلَى الْبُرَاقِ ثُمَّ لِلسَّبْعِ الْعُلَى
فَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ
وَفَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ ثَمَّهْ

لِلْمَسْجِدِ الأَقْصَى وَكَانَ مُنْتَبِهْ
ثُمَّ إِلَى سِدْرَةِ أَعْلَى الْمُنْتَهَى
مَا كَانَ مِنْ كَلَامِهِ وَقُرْبِهِ
وَجَاءَ جِبْرِيْلُ غَدًا فَأَمَّهْ

بدوّ إسلام الأَنصار أولاً يوم العقبة

وَكُلَّ مَوْسِمٍ يَجِيْءُ كُلَّ حَيْ
يُبْلِغَ عَنْ إِلَهِهِ الْكِتَابَا
لَهُ مِنَ الأَنْصَارِ يَوْمَ الْعَقَبَةْ
ثُمَّ أَتَوْا بِبَعْضِ مَنْ قَدْ أَسْلَمَا
فَرَاحَ مُصْعَبٌ وَالإِسْلَامُ اعْتَلَا
سَبْعُونَ فِي الْمَوْسِمِ بَايَعُوا النَّبِيْ

يَعْرِضُ نَفْسَهُ لِيُؤْوُوهُ لِكَيْ
وَلَهُمُ الْجَنَّةُ فَاسْتَجَابَا
سِتَّةٌ أَوَّلاً بِنَفْسٍ طَيِّبَةْ
فَبَايَعُوا وَطَلَبُوا مُعَلِّمَا
فِي الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ثُمَّ أَقْبَلَا
فَكَانَ إِذْنُ هِجْرَةٍ لِيَثْرِبِ

هجرته إلى المدينة وما كان بعد ذلك

وَهَاجَرَ النَّبِيُّ لِلْمَدِيْنَهْ
وَمَعَهُ الصِّدِّيْقُ ثَانِي اثْنَيْنِ
وَخَرَجَ الْجُمْعَةَ جَاءَ يَثْرِبْ
وَلَمْ يَزَلْ فِي بَيْتِهِ حَتَّى بَنَى
وَثَمَّ زِيْدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ
وَاتَّخَذَ الْمِنْبَرَ وَالإِخَا حَصَلْ

وَعُمْرُهُ ثَلَاثُ مَعْ خَمْسِيْنَهْ
فَنَزَلَا قُبَاءَ فِي الإِثْنَيْنِ
عِنْدَ أَبِي أَيُّوبَ قَبْلَ الْمَغْرِبْ
مَسْجِدَهُ الأَعْظَمَ ثُمَّ الْمَسْكَنَا
وَنَجْلُ زَيْدٍ الأَذَانَ قَدْ أُرِيْ
وَفُرِضَ الزَّكَاةُ وَالْوَبَا انْتَقَلْ

ما كان في سنة اثنتين من الهجرة

فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ كَانَ فِي رَجَبْ
مَعَ قِبْلَةٍ ثُمَّ غَزَاةُ بَدْرِ
ثُمَّ بِشَوَّالِ الْبِنَا بِفَاطِمَةْ

نَخْلَةُ وَالصَّوْمُ بِشَعْبَانَ وَجَبْ
فِي رَمَضَانَ مَعْ زَكَاةِ الْفِطْرِ
وَعَائِشٍ وَقَيْنُقَاعُ الظَّالِمَةْ

وما كان في سنة ثلاث

سَنَةْ ثَلَاثٍ غَطَفَانُ وَأُحُدْ

وَحُرِّمَ الْخَمْرُ وَحَسَنٌ وَلِدْ

وما كان في سنة أربع

سَنَةَ أَرْبَعٍ بَنُو النَّضِيْرِ ثُمْ
قَصْرُ الصَّلَاةِ ثُمَّ بَدْرُ الْمَوْعِدِ

ذَاتُ الرِّقَاعِ وَالتَّيَمُّمُ وَثَمْ
وَوُلِدَ الْحُسَيْنُ خَيْرَ مَوْلِدِ

وما كان في سنة خمس

سَنَةَ خَمْسٍ غَزْوَةُ الْمُصْطَلِقِ
عَقِيْبَهَا كَانَتْ بَنُو قُرَيْظَتَا

وَدُوْمَةِ الْجَنْدَلِ ثُمَّ الْخَنْدَقِ
كَذَا صَلَاةُ الْخَوْفِ فِيْهَا أُثْبِتَا

وما كان في سنة ست

سَنَةَ سِتِّ الإِفْكُ أَوْ قَبْلُ وَرَدْ
ثُمَّ الْحُدَيْبِيَّةُ قُرْبَ مَكَّةِ

ثُمَّ بَنُو لِحْيَانَ ثُمَّ ذُو قَرَدْ
وَبَيْعَةُ الرِّضْوَانِ وَسْطَ الْقَعْدَةِ

وما كان في سنة سبع

سَنَةَ سَبْعٍ خَيْبَرٌ وَادِي الْقُرَى
وَكَانَ فِي الْقَعْدَةِ عُمْرَةُ الْقَضَا

وَبَعَثَ الْنَّجَاشِ أَيْضًا جَعْفَرَا
قَضَوْا بِهَا عُمْرَتَهُمْ عَمَّا مَضَى

وما كان في سنة ثمان

سَنَةَ ثَمَانٍ كَانَ غَزْوُ مُؤْتَةَ

ثُمَّ حُنَيْنٍ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ

وما كان في سنة تسع

سَنَةَ تِسْعٍ أَخْبَرَ الصَّادِقُ أَنْ
صَلَّى عَلَيْهِ غَائِبًا وَفِي رَجَبْ

أَصْحَمَةُ النَّجَاشِ قَدْ مَاتَ إِذَنْ
تَبُوكُ وَالْحَجُّ بِهَا أَيْضًا وَجَبْ

وما كان في سنة عشر حتى الوفاة

سَنَةَ عَشْرٍ حَجَّةُ الْوَدَاعِ

وَبَعْدَهَا الْوَفَاةُ بِالإِجْمَاعِ

تعيين وفاته

ثَانِيَ عَشْرٍ مِنْ رَبِيْعِ الأَوَّلِ
وَعِنْدَمَا احْتُضِرَ كَانَ يُدْخِلُ
يَمْسَحُ وَجْهَهُ وَيَقُولُ رَبِّ إِنْ
وَأَصْبَحَتْ لِمَوْتِهِ الْمَدِيْنَةْ
وَكَذَّبَتْ بِمَوْتِهِ فَرِيْقُ
كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ الأَثْوَابِ
ثُمَّتَ أَفْذَاذًا عَلَيْهِ صُلِّيَا
وَقَبْرُهُ قَدْ حَفَرُوهُ لَحْدَا
وَذَاكَ كُلُّهُ بِبَيْتِ عَائِشَةْ

فَيَا لَهَا مُصِيْبَةً لِمَنْ بُلِيْ
فِي قَدَحِ الْمَا يَدَهُ وَيَجْعَلُ
لِلْمَوْتِ سَكْرَاتٍ عَلَيْهَا فَأَعِنْ
مُرْتَجَّةً وَزَالَتِ السَّكِيْنَةْ
وَثَبَتَ الْعَبَّاسُ وَالصِّدِّيْقُ
بِيْضٍ لَفَائِفٍ بِلَا ارْتِيَابِ
وَكَانَ فِي مَوْضِعِهِ قَدْ سُجِّيَا
وَأُطْبِقَ اللَّبِنُ تِسْعًا عَدَّا
فَلْيَهْنِهَا مَيِّتَةً وَعَائِشَةْ

عدد غزواته وسراياه

سَبْعٌ وَعِشْرُونَ غَزَاةً عُدَّ لَهْ

وَفَوْقَ خَمْسِيْنَ السَّرَايَا مُجْمَلَهْ

عمره وحجاته

أَرْبَعًا اعْتَمَرَ وَالْحَجُّ أَحَدْ

مِنْ بَعْدِ هِجْرَةٍ وَقَبْلُ لَا تُعَدْ

أسماؤه

أَسْمَاؤُهُ قَالَ أَنَا مُحَمَّدُ
وَالْعَاقِبُ الدَّاعِي نَبَيُّ الرَّحْمَةْ

وَالْحَاشِرُ الْمَاحِي الْمُقَفَّي أَحْمَدُ
نَبِيُّ تَوْبَةٍ نَبِيُّ الْمَلْحَمَةْ

زوجاته

زَوْجَاتُهُ بَعْدَ خَدِيْجٍ: سَوْدَةُ
أُمُّ حَبِيْبَةٍ وَهِنْدٌ زَيْنَبُ
كَذَا جُوَيْرِيَّةُ مَعْ مَيْمُونَةْ
وَغَيْرُهُنَّ مِنْ نِسَاءٍ عِدَّهْ
وَبِنْتُ ضَحَّاكٍ تُسَمَّى فَاطِمَهْ
خَوْلَةُ أَسْمَاءُ إِسَافُ عَالِيَةْ

عَائِشَةٌ بِكْرًا فَقَطْ وَحَفْصَةُ
صَفِيَّةٌ بِنْتُ حُيَيٍّ أَخْطَبُ
عَنْ تِسْعِهِنَّ مَاتَ بِالْمَدِيْنَةْ
كَزَيْنَبَ الأُخْرَى وَمَاتَتْ عِنْدَهْ
اخْتَارَتِ الدُّنْيَا فَرَاحَتْ رَاغِمَهْ
عَمْرَةُ مَعْ مُلَيْكَةٍ ثَمَانِيَةْ

أولاده

أَوْلَادُهُ الْقَاسِمُ وَهْوَ يُكْنَى
وَالطَّاهِرُ الطَّيِّبُ فَاسْمُ الثَّانِيْ
مَاتُوا صِغَارًا لَمْ يَرَوْا نُبُوَّةْ
وَأُمُّ كُلْثُومٍ وَكُلُّهُمْ وَلَدْ
آخِرُ إِبْرَاهِيْمُ مِنْ سُرِّيَّةْ
وَكُلُّهُمْ قَدْ مَاتَ فِي حَيَاتِهِ

بِهِ وَعَبْدُاللَّهِ هَدْيُ الأَبْنَا
وَقِيْلَ بَلْ سِوَاهُ آخَرَانِ
وَزَيْنَبٌ فَاطِمَةٌ رُقَيَّةْ
خَدِيْجَةٍ وَبَعْدَهُمْ لَهُ وُلِدْ
وَتِلْكُمُ مَارِيَةُ الْقِبْطِيَّةْ
إِلَّا الْبَتُولَ فَإِلَى وَفَاتِهِ

أعمامه

أَعْمَامُهُ الْحَارِثُ غَيْدَاقُ أَبُو
لَهْبٍ زُبَيْرٌ وَضِرَارٌ قُثَمُ

طَالِبِ حَجْلٌ عَبْدُ كَعْبَةٍ أَبُو
حَمْزَةُ أَسْلَمَ كَعَبَّاسِهِمُ

عماته

عَاتِكَةُ الْبَيْضَاءُ أَوْرَى بَرَّةُ

أَمَيْمَةٌ وَأَسْلَمَتْ صَفِيَّةُ

مواليه وإماؤه

أَمَّا مَوَالِيْهِ فَزَيْدٌ كَابْنِهِ
أُنَيْسَةٌ رَبَاحُ مَعْ ثُوْبَانَا
صَالِحٌ اسْمُهُ وَأَسْلَمُ أَبُو
فَضَالَةُ كَذَا أَبُو مُوَيْهِبَةْ
طَهْمَانُ مَأْبُورُ هِشَامٌ زَيْدُ
أَبُو عَسِيْبٍ أَحْمَرٌ ثُمَّ أَبُو
ضُمَيْرَةَ أَبُو عُبَيْدٍ سَنْدَرُ
ثُمَّ أَبُو هِنْدٍ كَذَا أَنْجَشَةُ
رَيْحَانَةٌ بَرَكَةٌ وَسَلْمَى

أُسَامَةٌ ثُمَّ سُلَيْمٌ وَاكْنِهِ
يَسَارُ مَعْ رَافِعِ مَعْ شُقْرَانَا
رَافِعِهِمْ كَابْنِ عُبَيْدٍ كُتِبُوا
كِرْكِرَةٌ وَمِدْعَمٌ قَدْ وُهِبَةْ
جَدُّ هِلَالٍ وَكَذَا عُبَيْدُ
وَاقِدِ مَعْ سَفِيْنَةٍ كَذَا أَبُو
حُنَيْنُ مَعْ أَبِي لُبَابَةَ اذْكُرُوْا
وَمِنْ إِمَائِهِ فَقُلْ مَيْمُونَةُ
مَارِيَةٌ وَخَضْرَةٌ وَرَضْوَى

خدامة

خُدَّامُهُ أَنَسٌ اسْمَا هِنْدُ
مُهَاجِرٌ كَذَا بِلَالٌ أَرْبَدُ

رَبِيْعَةٌ وَعُقْبَةٌ وَسَعْدُ
هِلَالُ مَعْ أَيْمَنَ ثُمَّ الأَسْوَدُ

حراسة

حُرَّاسُهُ قَبْلَ نُزُولِ الْعِصْمَةِ
بِأُحُدٍ ذَكْوَانُ وَابْنُ مَسْلَمَهْ
سَعْدٌ وَعَبَّادٌ بِيَوْمِ خَيْبَرَا

فَابْنُ مُعَاذٍ يَوْمَ بَدْرٍ أَثْبِتِ
بِالْخَنْدَقِ الزُّبَيْرُ كُلٌّ عُلِمَهْ
كَذَا بِلَالٌ كَانَ فِي وَادِي الْقُرَى

رسله إلى الملوك

رُسُلُهُ فَابْنُ أُمَيَّةَ إِلَى
وَابْنُ حُذَافَةٍ لِكِسْرَى خَرَجَا
وَحَاطِبٌ رَاحَ إِلَى الْمُقَوْقِسِ
وَعَمْرُو عَاصٍ لاِبْنَيِ الْجُلَنْدَى
مُهَاجِرٌ لِلْحَارِثِ ابْنِ حِمْيَرِي

أَصْحَمَةٍ وَدِحْيَةٌ لِهِرْقِلَا
شُجَاعُهُمْ لِلْحَارِثِ الْغَسَّانِ جَا
سَلِيْطُهُمْ لِهَوْذَةٍ فَلَمْ يُسِ
لِلْمُنْذِرِ وَالْعَلَا فَمَا تَعَدَّى
لِيَمَنٍ مُعَاذُهُم وَالأَشْعَرِي

كتابه

كُتَّابُهُ فَالْخُلَفَاءُ الأَرْبَعَهْ
فَالْخَالِدَانِ عَامِرٌ مُعَاوِيَةْ
مُغِيْرَةٌ أَرْقَمُ وَابْنُ الأَرْقَمِ

أُبَيُّ مَعْ زَيْدٍ وَثَابِتٌ مَعَهْ
وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ عَمْرُو حَنْظَلَةْ
كَذَا الْجُهَيْمَانِ حُذَيْفَةُ اعْلَمِ

أمراؤه

وَالأُمَرَا بَاذَانُ كِسْرَى وَابْنُهُ
زِيَادُ وَابْنُ جَزْءِ صِدِّيْقٌ عَلَى
عَتَّابُ مَعْ بَنِي سَعِيْدٍ وَعَلِي

مُهَاجِرٌ وَصَخْرُ حَرْبٍ وَابْنُهُ
حَجٍّ وَعُثْمَانُ أَبِي الْعَاصِ الْعَلَا
وَالأَشْعَرِي وَعَمْرُو عَاصٍ وَعَدِي

الذين يضربون أعناق الأعداء بحضرته

وَضَارِبُو عُنْقِ الْعِدَا بِحَضْرَتِهْ
زُبَيْرُ وَالضَحَّاكُ وَابْنُ مَسْلَمَةْ

عَلِيُّ وَالْمِقْدَادُ وَابْنُ عَمَّتِهْ
وَعَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ مُنْتَظِمَةْ

مؤذنوه

مُؤَذِّنُوهُ اعْدُدْ بِلَالاً وَأَبَا

مَحْذُورَةٍ وَعَمْرَو سَعْدًا بِقُبَا

دوابه

وَخَيْلُهُ الْوَرْدُ اللِّزَازُ السَّكْبُ
لَحِيْفُ وَالضَّرِسُ ثُمَّ سَبْحَةُ
أَيْلِيَّةٌ وَمَا لَهُ حَمِيْرُ

مُرْتَجِزٌ مُلَاوِحٌ وَالظَّرْبُ
بِغَالُهُ فَدُلْدُلٌ وَفِضَّةُ
إِلَّا عُفَيْرٌ وَكَذَا يَعْفُورُ

نعمه

نَعَمُهُ مِنْ إِبِلٍ قَدْ مَلَكَا
وَالنَّاقَةُ الْقَصْوَاءُ مَعْ مَهْرِيَّةِ

عِشْرِيْنَ لِقْحَةً لَهَا قَدْ تَرَكَا
وَمِائَةُ الْغَنَمُ مَعْ شُوَيْهَةِ

سلاحه

سُيُوفُهُ مَأْثُورُ ذُو الْفِقَارِ
وَالْقَلَعِي وَالْحَتْفُ وَالرَّسُوبُ
قِسِيُّهُ سِتٌّ وَسَبْعٌ أَدْرُعُ
عَنَزَةٌ وَحَرْبَتَانِ جَعْبَةُ
عَصَا قَضِيْبٌ رَايَةٌ سَوْدَاءُ

غُنِمَ مِنْ بَدْرٍ مَعَ الْبَتَّارِ
وَمِجْذَمٌ وَالْعَضْبُ وَالْقَضِيْبُ
ثَلَاثُ أَتْرَاسٍ رِمَاحٌ أَرْبَعُ
وَمِغْفَرَانِ مِحْجَنٌ مِخْصَرَةُ
مِنْطَقَةٌ قَدْ فُضِّضَتْ لِوَاءُ

أثوابه ولبسه وأثاثه

أَثْوَابُهُ مُذْ مَاتَ وَالأَثَاثُ
أَوْ أَرْبَعٌ لَوَاطِئًا قَلَانِسَا
إِزَارُ ثَوْبَا حِبْرَةٍ مِلْحَفَةُ
وَقَدَحٌ بِفِضَّةٍ مُضَبَّبُ
مِنْ شَبَهٍ لأَجْلِ حِنَّا وَكَتَمْ
بِحَشْوِ لِيْفٍ مِغْسَلٌ مِنْ صُفْرِ
تَوْرُ حِجَارٍ خَاتَمٌ مِنْ فِضَّةِ
فِي رَبْعَةٍ فَمِشْطُ عَاجٍ مُكْحُلَهْ

فَجُبَّةٌ خَمِيْصَةٌ ثَلَاثُ
ثَوْبَا صُحَارِيٍّ قَمِيْصٌ وَكِسَا
ثَوْبَانِ يَوْمَ جُمْعَةٍ عِمَامَةُ
كَذَا زُجَاجٌ قَصعَةٌ وَمِخْضَبُ
مُدٌّ سَرِيْرٌ وَفِرَاشٌ مِنْ أَدَمْ
صَاعٌ بِهِ يُعْطِي زَكَاةَ الْفِطْرِ
خُفَّانِ وَالْمِنْدِيْلُ مَعْ قَطِيْفَةِ
سِوَاكُ مِرْآةٌ مِقَصٌّ كَانَ لَهْ

صفته

صِفَتُهُ حَسَبَ مَا قَدْ نُقِلَا
بَعِيْدَ بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ذَا فَلَجْ
أَبْيَضَ لَوْنٍ مُشْرَبًا بِحُمْرَةِ
شَعَرُهُ يَبْلُغُ شَحْمَيْ أُذْنِهِ
أَسْهَلَ خَدٍّ وَاسِعَ الْجَبِيْنِ
أَجْمَلَ خَلْقٍ أَكْمَلَ الْمُرُوَّةِ

كَانَ وَضِيْئًا رَبْعَةً مُعْتَدِلَا
بَاهٍ ضَلِيْعَ الْفَمِّ أَشْنَبًا أَزَجْ
لَمْ يَبْلُغَنْ فِي الشَّيْبِ عِشْرِي شَعْرَةِ
كَالْبَدْرِ وَجْهُهُ وَفَوْقَ حُسْنِهِ
أَدْعَجَ عَيْنٍ أَقْنَأَ الْعِرْنِيْنِ
فِي كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ

خلقه وشيمه

كَانَ النَّبِيُّ خُلْقُهُ الْقُرآنُ
وَهْوَ لِمَا يَرْضَاهُ رَاضٍ وَهْوَ لَمْ
وَأَشْجَعُ الْوَرَى وَأَجْوَدُ الْمَلَا
وَلَمْ يَبِتْ فِي بَيْتِهِ مِنْ دِرْهَمِ
لَمْ يَدَّخِرْ شَيْئًا سُوَى لأَهْلِهِ
تَمْرًا شَعِيْرًا ثُمَّ مِنْهُ يُؤْثِرُ
وَأَصْدَقُ النَّاسِ وَأَوْفَى ذِمَّهْ
أَجَلُّهُمْ أَشَدُّهُمْ حَيَاءَ
أَعَفُّهُمْ أَشَدُّهُمْ إِكْرَامَا
لَمْ يَتَقَدَّمْ رُكْبَتَاهُ أَحَدَا
يَعُودُ مَنْ مَرِضَ مَنْ غَابَ دَعَا
وَمَنْ يَكُونُ ظَنَّ أَنَّهُ وَجَدْ
يَبْسُطُهُ وَيُسْتَضَافُ إِنْ يُضَفْ
وَلَيْسَ يَطْوِي بِشْرَهُ عَنْ أَحَدِ
يَقُولُ لَا تَمْشُوا وَرَائِي وَاجْعَلُوْا
وَإِنْ يَكُنْ يَرْكَبُ لَا يَدَعُ مَنْ
فَإِنْ أَبَى قَالَ تَقَدَّمْنِي إِلَى
يَخْدِمُ مَنْ خَدَمَهُ لَا يَعْتَلِيْ
وَأَمْرُهُ فِي الشَّاةِ إِذْ صَحَّ الْخَبَرْ
كَذَاكَ حَيْثُ لِلصَّلَاةِ نَزَلَا
وَكَانَ لَا يَجْلِسُ أَوْ يَقُومُ
وَكَانَ حَيْثُ مَا انْتَهَى إِلَى نَفَرْ
وَكَانَ يُعْطِي كُلَّ شَخْصٍ جَالَسَهْ
وَكَانَ لَا يَقُومُ إِنْ يَقْعُدْ أَحَدْ
وَإِنْ طَرَا أَمْرٌ لَدَيْهِ اسْتَأْذَنَا
وَعِنْدَ خَلْعِهِ الْيَسَارَ أَوَّلَا
وَكَانَ لَا يُقَابِلَنَّ أَحَدَا
وَلَمْ يَكُنْ مُحْتَقِرًا فَقِيْرَا
وَلَمْ يُعَظِّمْ ذَا غِنًى لِمِلْكِهِ
وَلَمْ يَعِبْ شَيْئًا مِنَ الطَّعَامِ
وَيَحْفَظُ الْجِيْرَانَ بِالإِنْعَامِ
وَلَمْ يَكُنْ يَمْضِي إِلَيْهِ سَاعَةْ
وَلَمْ يُخَيَّرْ بَيْنَ أَمْرَيْنِ مَعَا
يَرْقَعُ ثَوْبَهُ وَيَخْصِفْ نَعْلَهْ
كَذَا الْحِمَارُ وَوَرَاءُ يُرْدِفُ
لِصَدْرِهِ مِنَ الْبُكَاءَ يُسْمَعُ
يَصُومُ الإِثْنَيْنِ مَعَ الْخَمِيْسِ مَعْ
تَنَامُ عَيْنُهُ وَعَيْنُ قَلْبِهِ
يَنْفُخُ إِنْ نَامَ وَلَا يَغِطُّ
بَلْ قَائِمٌ حَتَّى تَوَرَّمَ الْقَدَمْ
وَلَمْ يَكُنْ لِلصَّدَقَاتِ يَأْكُلُ
لَكِنْ يُكَافِي رَبَّهَا عَلَيْهَا
وَكَانَ يَعْصِبُ عَلَى الْبَطْنِ الْحَجَرْ
هَذَا وَقَدْ جَاءَتْ لَهُ مَفَاتِحُ
وَأَكَلَ الدَّجَاجَ وَالْحُبَارَى
فِي قَوْلِهِ نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ
وَأَكَلَ الْبِطِّيْخَ وَالْقِثَّاءَ
وَكَانَ لِلْحَلْوَى يُحِبُّ وَالْعَسَلْ
وَالتَّمْرَ بِالزُّبْدِ وَيَشْرَبُ اللَّبَنْ
وَلَبِسَ الْكَتَّانَ ثُمَّ الصُّوفَا
أَحَبُّ ثَوْبٍ عِنْدَهُ الْقَمِيْصُ
وَيَلْبَسُ الْخَاتَمَ يُمْنَى الْخِنْصِرِ
وَرُبَّمَا رَبَطَ خَيْطًا فِيْهِ
كَانَ يُحِبُّ الطِّيْبَ وَالنِّسَاءَ
لَا يَتْرُكُ الثِّيَابَ مِنْ بَخُورِ
يُوَاظِبُ الْكَحْلَ بِكُحْلِ الإِثْمِدِ
لَا يَتْرُكُ السِّوَاكَ عِنْدَ نَوْمِهِ
يَمْزَحُ لَكِنْ لَا يَقُولُ إِلَّا

فَهْوَ لِمَا يُغْضِبُهُ غَضْبَانُ
يَكُنْ لأَجْلِ نَفْسِهِ بِمُنْتَقِمْ
مَا قَالَ لَا قَطُّ لِشَيْءٍ سُئِلَا
وَكَيْفَ وَهْوَ مِنْهُ أَصْلُ الْكَرَمِ
أَيْسَرَ مَا يَجِدُهُ مِنْ سَهْلِهِ
فَرُبَّمَا احْتَاجَ لِمَا يُدَّخَرُ
أَهْنَى عَرِيْكَةً وَأَعْلَى هِمَّهْ
أَخْشَعُهُمْ أَعْظَمُهُمْ غَنَاءَ
لِصَحْبِهِ يَبْدَؤُهُمْ سَلَامَا
فِي مَجْلِسٍ وَمَنْ يَغِبْ تَفَقَّدَا
لَهُ وَمَنْ مَاتَ عَلَيْهِ اسْتَرْجَعَا
فِي نَفْسِهِ شَيْئًا لِبَيْتِهِ يَفِدْ
يُكْرِمُ أَهْلَ الْفَضْلِ مَعْ أَهْلِ الشَّرَفْ
يَجِي جَمِيْلاً مَنْ يَجِيْءُ بِالرَّدِيْ
ظَهْرِيَ لِلأَمْلَاكِ أَيْ تَسْتَقْبِلُ
يَكُونُ مَاشٍ مَعَهُ أَوْ يَحْمِلَنْ
مَكَانِ مَا تُرِيْدُ حَتَّى أَصِلَا
عَلَى الْعَبِيْدِ وَالإِمَا فِي مَأْكَلِ
فِي جَمْعِهِ الْحَطَبَ وَهْوَ فِي السَّفَرْ
ثُمَّ أَتَى نَاقَتَهُ لِيَعْقِلَا
إِلَّا عَلَى ذِكْرٍ وَذَا مَعْلُومُ
يَجْلِسُ حَيْثُ مَا انْتَهَى بِهِ الْمَقَرْ
نَصِيْبَهُ بِاللُّطْفِ وَالْمُؤَانَسَهْ
إِلَيْهِ حَتَّى يَنْهَضَ الَّذِي قَعَدْ
وَفِي أُمُورِهِ يَرَى التَّيَامُنَا
جُلُوسُهُ أَكْثَرُهُ مُسْتَقْبِلَا
بِمَا لَهُ يَكْرَهُ وَقْتًا أَبَدَا
لِفَقْرِهِ وَإِنْ يَكُنْ صَغِيْرَا
وَلَا يَهَابُ مَلِكًا لِمُلْكِهِ
وَيَبْسُطُ الضُّيُوفَ بِالإِكْرَامِ
وَأَكْثَرُ النَّاسِ مِنِ ابْتِسَامِ
فِي غَيْرِ مَا لِلَّهِ فِيْهِ طَاعَةْ
إِلَّا وَيَخْتَارُ الأَخَفَّ الأَطْوَعَا
وَيَرْكَبُ الْفَرَسَ ثُمَّ الْبَغْلَهْ
عَبْدًا صَبِيًّا غَيْرَهُ لَا يَأْنَفُ
لَدَى صَلَاتِهِ أَزِيْزٌ يَقْطَعُ
بِيْضٍ وَعَاشُورَا وَغَالِبِ الْجُمَعْ
يَقِظَةٌ يَنْظُرُ وَحْيَ رَبِّهِ
وَلَمْ يَنَمْ جَمِيْعَ لَيْلٍ قَطُّ
لَكِنَّ كُلَّ اللَّيْلِ لَمْ يَكُنْ يَقُمْ
أَمَّا الْهَدِيَّةَ فَكَانَ يَقْبَلُ
مَعْ عَدَمِ احْتِيَاجِهِ إِلَيْهَا
جُوعًا لِيَقْتَدِي بِفِعْلِهِ الْبَشَرْ
خَزَائِنِ الأَرْضِ وَذَاكَ وَاضِحُ
وَالْخُبْزَ بِالْخَلِّ وَقَدْ أَشَارَ
وَبِالأَصَابِعِ الثَّلَاثِ الأَكْلُ
بِرُطَبٍ وَاتَّبَعَ الدُّبَّاءَ
كَذَا ذِرَاعَ الشَّاةِ حُبًّا قَدْ أَكَلْ
أَحَبُّ لِبْسِهِ حُبَيْرَاتُ الْيَمَنْ
أَحْيَانَهُ وَانْتَعَلَ الْمَخْصُوفَا
وَالْبِيْضُ وَالْخُضْرُ هُمَا خُصُوصُ
وَرُبَّمَا لَبِسَهُ فِي الأَيْسَرِ
لأَجْلِ ذِكْرِ حَاجَةٍ تَعْنِيْهِ
وَطِيْبُهُ الْمِسْكُ إِذَا مَا شَاءَ
بَخُورُهُ الْعُودُ مَعَ الْكَافُورِ
وَيُكْثِرُ الدَّهْنَ بِرَأْسٍ وَيَدِ
وَبَعْدَ هَبِّهِ وَعِنْدَ قَوْمِهِ
حَقًّا وَكَمْ مَنْقَبَةً وَفَضْلَا

شيء من معجزاته

مِنْ مُعْجِزَاتِهِ أَتَى الْقُرآنُ
وَشُقَّ صَدْرُهُ كَذَا انْشَقَّ الْقَمَرْ
إِخْبَارُهُ عَنْ شَأْنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ
وَمِنْ قُرَيْشٍ مُذْ تَعَاقَدَ الْمَلَا
فَعِنْدَمَا بَدَا لَهُمْ وَخَرَجَا
قَامَ عَلَيْهِمُ يَذُرُّ التُّرْبَا
فَمَا أَصَابَ رَجُلاً بِذَرِّ
كَذَاكَ مَا رَمَى بِهِ فِي يَوْمِ
كَذَاكَ فِي الْغَارِ نَسِيْجُ الْعَنْكَبَا
وَمَسْحُهُ ظَهْرَ عَنَاقٍ مَا بَنَى
وَشَاةُ أُمِّ مَعْبَدٍ وَمَا دَعَا
وَلِعَلِيٍّ مَا أَتَى مِنْ تَفْلَتِهْ
وَالْعَيْنُ مِنْ قَتَادَةٍ فِي رَدِّهِ
وَلاِبْنِ عَبَّاسٍ دَعَا بِالْفِقْهِ
وَإِذْ دَعَا لأَنَسٍ بِالْعُمْرِ
كَذَا لِجَابِرٍ وَشَأْنِ جَمَلِهْ
وَعِنْدَمَا اسْتَسْقَى سُقُوا وَاسْتَصْحَى
وَابْنُ أَبِي لَهْبٍ مِنَ الدُّعَاءِ
وَإِذْ دَعَا إِلَيْهِ تِلْكَ السَّمُرَهْ
وَأَمَرَ الْعِذْقَ فَجَاءَ وَقَعَدْ
وَأَمَرَ اثْنَتَيْنِ مِنْ بَيْنِ الشَّجَرْ
وَأَمَرَ النَّخْلَاتِ فَاجْتَمَعْنَا
وَنَامَ فِي يَوْمٍ فَجَاءَتْ شَجَرَتْ
مِنْ بَعْدِ مَا اسْتَيْقَظَ قَالَ تِلْكُمُ
وَسَلَّمَتْ أَيْضًا عَلَيْهِ الشَّجَرُ
وَاذْكُرْ سَوَادَ قَارِبٍ فِي قِصَّتِهِ
وَالْجِذْعُ حَنَّ نَحْوَهُ وَسَبَّحَا
كَذَا الطَّعَامُ وَشَكَى الْبَعِيْرُ
وَالآخَرَانِ سَجَدَا وَصُحِّحَا
وَسَأَلَتْهُ ظَبْيَةٌ رَفْعَ الأَذَى
وَعَنْ مَصَارِعِ الْعَدُوِّ أَخْبَرَا
وَأَنَّ مِنْ أُمَّتِهِ يَغْزُونَ فِي
وَأَنَّ عُثْمَانَ تُصِيْبُهُ بَلَا
كَذَاكَ فِي لَيْلَةِ قَتْلِ الْعَنْسِيْ
وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ بِالشَّهَادَةْ
كَثَابِتٍ وَعُمَرٍ بِالنَّصِّ
بِأَنَّهُ ارْتَدَّ وَمَاتَ قَالَ إِنْ
إِلَّا وَأَلْقَتْهُ وَقَالَ وَقْتَا
فَمَا اسْتَطَاعَ بَعْدَهَا رَفْعَ يَدِهْ
وَدَخَلَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ عَامَا
وَمَعَهُ ذَاكَ الْقَضِيْبُ وَهُوَا
وَالصَّخْرَةُ الَّتِي عَصَتْ بِالْخَنْدَقِ
فَعِنْدَمَا ضَرَبَهَا النَّبِيُّ
وَيَوْمَ بَدْرٍ لِعُكَاشَةٍ عَجَبْ
فَصَارَ سَيْفًا لَمْ يَكُنْ كَحَدِّهِ
وَإِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ مَعْهَا صَبِي
فَنَبَتَ الشَّعْرُ وَلَمْ يَبْقَ أَذَى
فَجَاءَتُ اخْرَى بِصَبِيٍّ آخَرِ
وَكَانَ مِثْلَ ذَاكَ أَيْضًا أَقْرَعَا
وَوَرِثَ الصَّلَعَ كُلُّ نَسْلِهِ
أَلَيْسَ مِنْ صَاعٍ شَعِيْرٍ أَطْعَمَا
وَالْجَيْشُ قَدْ أَطْعَمَهُمْ مِنْ تَمْرِ
وَاذْكُرْ لَهُمْ إِذْ فَضْلَ الأَزْوَادِ جَمَعْ
وَإِذْ أَتَى أَبُو هُرَيْرٍ فِي غَدِهْ
قَالَ ادْعُ لِي فِي هَذِهِ بِالْبَرَكَهْ
بِمِزْوَدٍ لَهُ وَبَعْدُ قَالَ قَدْ
وَاذْكُرْ مَضِيْفَهُ لأَهْلِ الصُّفَّةِ
كَذَاكَ نَبْعُ الْمَاءِ مِنْ أَصَابِعِهْ
وَمَا شَكَوْا إِلَيْهِ فِي تَبُوكِ
وَالْمَاءُ لَا يَكْفِي لِفَرْدِ نَفْسِ
فِيْهِ فَفَارَ الْمَاءُ وَارْتَوَى الْمَلَا
وَجَاءَ قَوْمٌ فَشَكَوْا إِلَيْهِ
وَقَالَ فِي بِئْرِهِمُ فَتَفَلَا
وَاذْكُرْ لِكَسْرِ رِجْلِ قَاتِلِ أَبِيْ
فَلَمْ يَكُنْ شَاكِيَهَا مِنْ بَعْدُ
وَكَمْ لَهُ مُعْجِزَةً مَا ذُكِرَتْ
وَكَمْ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ آيَةْ
كُلُّ كَرَامَةٍ أَتَتْ لأُمَّتِهِ
كَذَاكَ كُلُّ حَسَنَاتٍ تُفْعَلُ
لأَنَّهُ الَّذِي أَتَى بِالدِّيْنِ

أَعْظِمْ بِهِ فَإِنَّهُ بُرْهَانُ
لَهُ بِلَا شَكٍّ وَقَدْ رَأَى الْبَشَرْ
وَالْعِيْرِ وَهْوَ حَاضِرٌ فِي الْمَجْلِسِ
وَكُلُّهُمْ حَلَفَ أَنْ سَيُقْتَلَا
لَمْ يَرْفَعُوا الرُّؤُوسَ حَتَّى دَرَجَا
وَقَالَ شَاهَتِ الْوُجُوهُ حَصْبَا
إِلَّا ارْتَمَى بِالْقَتْلِ يَوْمَ بَدْرِ
حُنَيْنِ مِنْ تُرْبٍ وُجُوهَ الْقَوْمِ
وَمَا دَهَا سُرَاقَةً إِذْ طَلَبَا
قَطُّ بِهَا فَحْلٌ قَدَرَّتْ لَبَنَا
لِعُمَرٍ وَعِزِّ الإِسْلَامِ مَعَا
لِعَيْنِهِ فَبَرَأَتْ مِنْ سَاعَتِهْ
لَهَا وَقَدْ سَالَتْ بِوَسْطِ خَدِّهِ
وَغَيْرِهِ فَهَلْ لَهُ مِنْ شِبْهِ
وَمَالِهِ وَوُلْدِهِ بِالْكُثْرِ
وَتَمْرِهِ وَمَا وَفَى مِنْ قِبَلِهْ
مِنْ بَعْدِ أُسْبُوعٍ مَضَى فَأَصْحَى
أَكَلَهُ الأَسَدُ بِالزَّرْقَاءِ
فَشَهِدَتْ بِصِدْقِهِ مُبْتَدِرَهْ
صِدْقًا لَهُ وَرَدَّهُ بَعْدُ فَرُدْ
فَاجْتَمَعَا وَافْتَرَقَا كَمَا أَمَرْ
حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُ فَعُدْنَا
فِي الأَرْضِ قَامَتْ عِنْدَهُ فَذُكِرَتْ
شَجَرَةٌ إِسْتَأْذَنَتْ تُسَلِّمُ
لَيَالِيَ الْبَعْثِ كَذَاكَ الْحَجَرُ
وَشَهِدَ الضَّبُّ عَلَى نُبُوَّتِهِ
فِي كَفِّهِ الْحَصَا كَمَا قَدْ صُحِّحَا
إِلَيْهِ وَالآخَرُ إِذْ يَسِيْرُ
تَبَادُرُ الْبُدْنِ لَهُ أَنْ تُدْبَحَا
وَأَخْبَرَتْهُ الشَّاةُ بِالسُّمِّ إِذَا
فِي يَوْمِ بَدْرٍ فَكَمَا قَالَ جَرَى
بَحْرٍ وَمِنْهُمْ بِنْتُ مِلْحَانَ تَفِي
فَجَا كَمَا قَالَ وَفِيْهِ قُتِلَا
وَبِالَّذِي يَقْتُلُهُ مِنْ إِنْسِ
جَمَاعَةً فَرُزِقُوا السَّعَادَهْ
وَعِنْدَمَا بَلَغَهُ عَنْ شَخْصِ
الأَرْضَ لَا تَقْبَلُهُ فَمَا دُفِنْ
لآكِلِ الشِّمَالِ لَا اسْتَطَعْتَا
وَلَا يَمُدُّهَا لِنَحْوِ جَسَدِهْ
الْفَتْحِ لَمَّا أَنْ رَأَى الأَصْنَامَا
إِذَا أَشَارَ نَحْوَ وَاحِدٍ هَوَى
عَلَى الْمَعَاوِلِ وَلَمْ تَنْفَلِقِ
صَارَتْ كَثِيْبًا كُلُّ ذَا مَرْئِيُّ
انْكَسَرَ السَّيْفُ فَأَعْطَاهُ حَطَبْ
وَبَعْدَ ذَاكَ لَمْ يَزُلْ مِنْ عِنْدِهِ
أَقْرَعُ فَاسْتَوْلَتْ بِهِ يَدُ النَّبِيْ
فَسَمِعَتْ أَهْلُ الْيَمَامَةِ بِذَا
إِلَى مُسَيْلِمَةَ ذَاكَ الْفَاجِرِ
فَعِنْدَ مَسِّهِ لَهُ تَصَلَّعَا
فَانْظُرْ لِسِرِّ الْمُصْطَفَى وَفَضْلِهِ
أَلْفًا وَمَا زَالَ الطَّعَامُ أَعْظَمَا
قُلٍّ فَعَمَّ كُلَّهُمْ بِالْكُثْرِ
وَعِنْدَمَا فَرَّقَهَا عَلَى النِّطَعْ
بِتَمَرَاتٍ صَفَّهُنَّ فِي يَدِهْ
فَعِنْدَمَا دَعَا النَّبِيُّ تَرَكَهْ
أَخْرَجْتُ مِنْهُ طُوْلَ عُمْرِي مَا نَفِدْ
وَجَمْعَهُ الثَّرِيْدَ وَسْطَ الْقَصْعَةِ
كَمَا رَوَى رَائِيْهِ عِنْدَ سَامِعِهْ
وَهُمْ عِطَاشٌ خَشْيَةَ الْهُلُوكِ
نَاوَلَهُمْ سَهْمًا لأَجْلِ غَرْسِ
وَهُمْ ثَلَاثُونَ أُلُوفًا كُمَّلَا
مُلُوحَةَ الْمَا فَأَتَى عَلَيْهِ
فَانْفَجَرَ الْمَاءُ وَفِي الْحَالِ حَلَا
رَافِعٍ لَمَسَهَا كَفُّ النَّبِيْ
وَصَارَ مِمَّا كَانَ أَقْوَى يَعْدُوْ
وَلَوْ يُرَامُ حَصْرُهَا مَا انْحَصَرَتْ
تَبْلُغُ فِي تَصْدِيْقِهِ النِّهَايَةْ
فَإِنَّهَا تَكُونُ مِنْ مُعْجِزَتِهِ
فَإِنَّ أَجْرَهَا لَهُ يُكَمَّلُ
صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ كُلَّ حِيْنِ

خلافة أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه

أَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَبَعْدَهُ وَلِي
وَهْوَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ الإِمَامُ التَّيْمِيْ
وَفَاتِهِ ثَالِثَ عَشْرِ شَهْرِ
وَعِنْدَمَا قَدْ أَفْضَتِ الْخِلَافَةْ
خَطَبَ ثُمَّ بَعْدَ حَمْدٍ وَثَنَا
وُلِّيْتُ فِي يَوْمِيَ هَذَا أَمْرَكُمْ
وَأَكْيَسُ الْكَيْسِ مِلَاكُ التَّقْوَى
وَإِنَّمَا أَنَا لَدَيْكُمْ مُتَّبِعْ
فَإِنْ أَنَا أَحْسَنْتُ سَاعِدُونِي
أَيْنَ الْمُلُوكُ وَالَّذِيْنَ قَدْ بَنَوْا
رَاحُوا جَمِيْعًا لِلْقُبُورِ وَالْبِلَا
وَبَعْدَ أَنْ وُلِّيَ قَامَ مُصْبِحَا
وَهْيَ عَلَى عُنُقِهِ لِيَتْجُرَا
وَقَالَ مَا تُرِيْدُ قَالَ السُّوقَا
فَفَرَضُوا مِنَ اصْلِ بَيْتِ الْمَالِ لَهْ
وَسَارَ بِالْعَدْلِ عَلَى هَدْيِ النَّبِيْ
وَقَامَ كَذَّابُهُمُ مُسَيْلِمَةْ
فَانْتَدَبَ الصِّدِّيْقُ لِلْقِتَالِ
فَثَانِيَ الْعَامِ رَبِيْعَ الأَوَّلِ
سَنَةْ ثَلَاثَ عَشْرَةٍ أَوَّلَهَا
بَعْضًا إِلَى الْعِرَاقِ ثُمَّ الشَّامِ
فَابْنُ الْوَلِيْدِ فَتَحَ الأُبُلَّةْ
وَجَا إِلَى الشَّامِ مِنَ الْعِرَاقِ
وَاجْتَمَعُوا فِي يَوْمِ أَجْنَادِيْنَا
وَكَانَ ذَاكَ الْيَوْمَ أَيُّ مَلْحَمَةْ
وَقُبِضَ الصِّدِّيْقُ ذَاكَ الأَوْلَى
وَطَيْبَةُ ارْتَجَّتْ مِنَ الْبُكَاءِ
وَجَا عَلِيٌّ وَهْوَ يَجْرِي مُسْرِعَا
وَكَانَ مِمَّا قَالَ مِنْ ثَنَاءِ
وَعَظُمَتْ لَدَى السَّمَا رَزِيَّتُكْ

وَذَاكَ بِالإِجْمَاعِ أَوْ نَصٍّ جَلِي
عَامِرِ عَمْرِو كَعْبِ سَعْدٍ ابْنِ
بُوْيِعَ بِالإِمْرَةِ ثَانِي يَوْمِ
رَبِيْعِهِمْ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرِ
إِلَى الإِمَامِ ابْنِ أَبِي قُحَافَةْ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْلَمُوا أَنِّي أَنَا
وَلَمْ أَكُنْ فِيْمَا عَلِمْتُ خَيْرَكُمْ
وَأَحْمَقُ الْحُمْقِ الْفُجُورُ الأَغْوَى
وَلَسْتُ فِيْمَا أَبْتَغِي بِمُبْتَدِعْ
وَإِنْ أَنَا زِغْتُ فَقَوِّمُونِي
وَعَمَّرُوا وَشَيَّدُوا وَحَصَّنُوا
وَأَكْمَلَ الْخُطْبَةَ ثُمَّ نَزَلَا
يَحْمِلُ أَثْوَابًا إِلَى السُّوقِ ضُحَى
فِيْهَا فَصَادَفَ الإِمَامَ عُمَرَا
إِذْ ضَيْعَةَ الْعِيَالِ لَنْ أُطِيْقَا
فِي الْيَوْمِ نِصْفَ الشَّاةِ غَيْرَ كَامِلَهْ
وَارْتَدَّ فِي ذَا الْعَامِ بَعْضُ الْعَرَبِ
وَرَاجَ أَمْرُهُ عَلَى أُغَيْلِمَةْ
وَجَهَّزَ الْجُيُوشَ بِالأَبْطَالِ
ذَاقَ مُسَيْلِمَةُ شَرَّ مَقْتَلِ
جَهَّزَ مِنْ جُيُوشِهِ أَجْمَلَهَا
حَتَّى اسْتَقَامَ عَلَمُ الإِسْلَامِ
وَوَقَعَتْ فِي الْفُرْسِ أَيُّ ذِلَّةْ
يَجُوبُ ذَاكَ الْبَرَّ بِاخْتِرَاقِ
مَا بَيْنَ رَمْلَةَ إِلَى جِبْرِيْنَا
وَظَهَرَتْ لِلْعُرْبِ أَيُّ مَكْرُمَةْ
ثَانِيَ عِشْرِيْنَ جُمَادَي الأُوْلَى
كَيَوْمَ مَاتَ خَيْرُ الأَنْبِيَاءِ
لِبَابِهِ ثُمَّ بَكَى وَاسْتَرْجَعَا
جَلِلْتَ يَا صِدِّيْقُ عَنْ بُكَاءِ
نَعَمْ وَهَدَّتِ الْقُوَى مُصِيْبَتُكْ

ذكر شيء من فضله ومناقبه رضي اللَّه عنه

قَدْ كَانَ خَيْرَ الْخَلْقِ بَعْدَ الْمُصْطَفَى
أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَ بِالرِّسَالَهْ
سَمَّاهُ خَيْرُ الأَنْبِيَا صِدِّيْقَا
وَأَنْفَقَ الأَمْوَالَ فِي الإِسْلَامِ
يَكْفِيْهِ قَوْلُ الْمُصْطَفَى هَلْ أَنْتُمُ
وَكَمْ لَهُ مَنَاقِبٌ لَا تُحْصَى
وَكَانَ قَبْلَ أَنْ تَوَلَّى يَحْلِبُ
فَعِنْدَمَا بُوْيِعَ قَالَتْ جَارِيَةْ
فَسَمِعَ الْقَوْلَ فَقَالَ إِنِّي
عَنْ خُلُقٍ قَدْ كُنْتُ فِيْهِ قَبْلَهَا
وَقَالَ قَبْلَ الْمَوْتِ قَدْ وُلِّيْنَا
لَمْ نَتَنَاوَلْ لَهُمُ مِنْ شَيْءِ
غَيْرَ كِسًا وَنَاضِحٍ وَعَبْدِ
وَبَعْدَ مَوْتِهِ بِالأَمْرِ وَصَّى

هَذَا اتِّفَاقُ النَّاسِ مِمَّنْ سَلَفَا
فَانْظُرْ لِحَسَّانٍ وَمَا قَدْ قَالَهْ
وَكَانَ فِي الْغَارِ لَهُ رَفِيْقَا
عَلَى النَّبِيْ وَصَحْبِهِ الْكِرَامِ
لِي تَارِكُونَ صَاحِبِي يُعَظِّمُ
وَكَمْ لَهُ فَضْلٌ يَفُوتُ الإِحْصَا
لِلْحَيِّ أَغْنَامَهُمُ لِيَشْرَبُوْا
مَنِ الَّذِي يَحْلِبُ لِي أَغْنَامِيَةْ
أَرْجُو إِلَهِي لَا يُغَيِّرَنِّي
وَكَانَ بَعْدَ ذَاكَ حَالِبًا لَهَا
أَمْرَ بَنِي آدَمَ أَجْمَعِيْنَا
وَلَيْسَ عِنْدَنَا لَهُمْ مِنْ فَيْءِ
فَأَوْصِلُوهُ لِلإِمَامِ بَعْدِيْ
لِعُمَرٍ مِنْهُ بِعَهْدٍ خُصَّا

خلافة عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه

هُوَ ابْنُ خَطَّابٍ نُفَيْلِ عَبْدِ
اللَّهِ قَرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيْ
فَكَانَ أُوْلَى خُطْبَةٍ خَطَبَهَا
النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ هَدَانَا
فَلَيْسَ يَبْقَى بَعْدَ ذَا إِلَّا الدُّعَا
أَعُوذُ بِاللَّهِ إِلَهِي أَنْ أَزِلْ
وَسَارَ بَعْدَ صَاحِبَيْهِ فِي سَنَنْ

عُزَّى رِيَاحٍ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ
وَهْوَ ابْنُ كَعْبٍ فَأَتَى مِنَ الْغَدِ
مِنْ بَعْدِ حَمْدٍ وَثَنَاءٍ أَيُّهَا
سَبِيْلَهُ وَبِالنَّبِيِّ كَفَانَا
وَالإِتِّبَاعُ وَالْهُدَى وَالإِقْتِدَا
أَوْ أَنْ أَضِلَّ وَأَتَمَّ وَنَزَلْ
يُقِيْمُ فَرْضَ اللَّهِ فِيْهَا وَالسُّنَنْ

ذكر ما كان في أيامه رضي اللَّه عنه من الفتوحات وغيرها

سَنَةَ أَرْبَعْ عَشْرَةٍ وَسْطَ رَجَبْ
ثُمَّ بِهَا جِسْرُ أَبِي عُبَيْدِ
ثُمَّ بِهَا وَقْعَةُ مَرْجِ الصُّفَّرِ
سَنَةَ خَمْسٍ وَقْعَةُ الْيَرْمُوكِ
سَنَةَ سِتٍّ حَلَبٌ أَنْطَاكِيَةْ
عَامُ الرَّمَادَةِ بِهِ اسْتَسْقَى عُمَرْ
مِنْ عَمَوَاسٍ وَهْوَ طَاعُونٌ وَقَعْ
وَعَظُمَ الطَّاعُونُ فِي ثَمَانِ
سَنَةَ تِسْعٍ فَتْحُ تَكْرِيْتَ وَفِي
ثُمَّ نَهَاوَنْدُ بِعَامِ إِحْدَى
وَكَانَ تَكْمِيْلُ فُتُوحِ مِصْرِ
نَاحِيَةَ الْغَرْبِ وَفِيْهَا فُتِحَتْ
سَنَةْ ثَلَاثٍ سَادِسَ الْعِشْرِيْنَ مِنْ
ضَرَبَهُ الْكَلْبُ أَبُو لُؤْلُؤَةِ
فَيَا لَهَا مُصِيْبَةً فِي الأَرْضِ

فَتْحُ دِمَشْقٍ بَعْدَ حَصْرٍ وَتَعَبْ
وَمُصِّرَتْ بَصْرَتُهُمْ بِأَيْدِ
وَيَوْمُ فِحْلٍ وَهُرُوبُ قَيْصَرِ
وَقَادِسِيَّةِ الْمَجُوسِ النُّوكِ
وَعُمِّرَ الْقُدْسُ وَجَا فِي الآتِيَةْ
ثُمَّ أَتَى جَابِيَةً وَمَا عَبَرْ
ثُمَّ جَلُولَا لَيْسَ مِثْلُهَا سُمِعْ
وَفَتَحُوا الْمَوْصِلَ مَعْ حَرَّانِ
عِشْرِيْنَ غَزَّةٌ وَمَا مَعَهَا اصْطُفِي
وَأَهْلُ كُوْفَةٍ تَشَكَّوْا سَعْدَا
وَسَنَةَ اثْنَتَيْنِ فَتْحُ عَمْرِو
دِيْنَوَرٌ وَأَذْرَبِيْجَانُ تَلَتْ
ذِي الْحِجَّةِ اسْتُشْهِدَ فَارُوقُ الزَّمَنْ
وَهْوَ يُصَلِّي الصُّبْحَ فِي الْخَاصِرَةِ
عَمَّتْ جَمِيْعَ طُوْلِهَا وَالْعَرْضِ

ذكر شيء من فضله ومناقبه رضي اللَّه عنه

لَوْ لَمْ يَكُنْ يُذْكَرُ مِنْ مَنَاقِبِهْ
فَمَا عَسَايَ ذَاكِرًا مِنْ فَضْلِهِ
أَوَّلُ مَنْ عَسَّ وَثَانِي الْخُلَفَا
أَلَمْ يَكُنْ قَامَ خَطِيْبًا فِي الْبَشَرْ
أَلَمْ تَلُمْهُ حَفْصَةٌ فِي لُبْسِهِ
حَتَّى أَجَابَهَا بِمَا أَبْكَاهَا
وَإِذْ عَلِيٌّ قَدْ رَآهُ سَالِكَا
قَالَ بَعِيْرٌ مِنْ جِمَالِ الصَّدَقَهْ
فَقَالَ أَتْعَبْتَ الَّذِي يُسْتَخْلَفُ
لَوْ أَنَّ شَاةً بِالْفُرَاتِ تَذْهَبُ
وَكَانَ فِي الدَّبَرِ مِنْهَا يُدْخِلُ
وَرُبَّمَا كَانَ لِنَارٍ أَوْقَدَا
يَقُولُ هَلْ تُطِيْقُ فِي ذَا تَصْبِرُ
لَتَهْلِكَنْ وَكَانَ بِاللَّيْلِ يَمُرْ
وَلَيْلَةً رَآهُ طَلْحَةٌ وَلَجْ
قَالَ فَرُحْتُ ذَلِكَ الْبَيْتَ إِذَا
وَلَيْلَةَ التُّجَّارِ لَمَّا عَرَّسُوْا
بَاتَا جَمِيْعًا يَحْرُسَانِ إِذْ سَمِعْ
فَعَادَ لِلْبُكَا فَعَادَ ثَانِيَا
قَالَ اتَّقِي فِي طِفْلِكِ وَأَحْسِنِي
أَعْجَلْتُهُ الْفِطَامَ إِذْ لَا يُفْرَضُ
فَقَالَ أَرْضِعِيْهِ ثُمَّ جَاءَ
وَأَمَرَ النِّدَاءَ فِي الأَنَامِ
وَلَيْلَةَ الصِّغَارِ كَيْفَ قَدْ حَمَلْ
وَلَيْلَةً أَبْصَرَ نَارًا تُوْقَدُ
فَرَدَّ مُسْرِعًا أَتَى بِزَوْجَتِهْ
هَذَا وَلَمَّا جَاءَهُ الْمَوْتُ بَقُوا
فَقَالَ قَدْ وَوِدْتُ أَنْجُو مِنْهَا
وَعِنْدَمَا احْتُضِرَ قَالَ يَا ابْنِي
قُلْ عُمَرٌ وَلَا تَقُلْ أَمِيْرُ
يَسْأَلُكِ الإِذْنَ لَهُ فِي قَبْرِهِ
إِنْ أَذِنَتْ فَيَا لَهَا مِنْ فَرْحَةِ
فَعِنْدَمَا بَلَّغَهَا قَالَتْ نَعَمْ
وَإِنَّهُ مِنِّيَ أَوْلَى وَأَحَقْ
يَقُولُ إِنِّي وَهُمَا قَدْ كُنْتُ
وَجَعَلَ الإِمْرَةَ شُوْرَى بَعْدُ
طَلْحَةُ وَابْنُ عَوْفِ مَعْ زُبَيْرِ

إِلَّا بِأَنَّ دِيْنَنَا قَدْ عَزَّ بِهْ
وَزُهْدِهِ وَخَيْرِهِ وَعَدْلِهِ
وَأَفْضَلُ الْخَلْقِ سِوَى مَنْ سَلَفَا
إِزَارُهُ رُقَعُهُ اثْنَتَا عَشَرْ
وَأَكْلِهِ وَشَأْنِهِ فِي نَفْسِهِ
إِذْ نَهْجُ صَاحِبَيْهِ قَدْ تَلَاهَا
فِي شِدَّةِ الْحَرِّ فَقَالَ مَا لَكَا
نَدَّ وَإِنِّي مُسْرِعٌ لأَلْحَقَهْ
فَقَالَ لَا تَلُمْ فَإِنِّي أَحْلِفُ
فِي ضَيْعَةٍ كُنْتُ بِهَا أُعَذَّبُ
رَاحَتَهُ يَقُولُ عَنْكِ أُسْأَلُ
ثُمَّتَ يُدْنِي مِنْ لَهِيْبِهَا الْيَدَا
وَاللَّهِ إِنْ لَمْ تَتَّقِي يَا عُمَرُ
بِآيَةٍ يَبْكِي لَهَا حَتَّى يَخِرْ
بَيْتًا وَبَعْدَهُ مِنَ آخَرٍ خَرَجْ
عَجُوزُ عَمْيَا مُخْرِجٌ عَنْهَا الأَذَى
إِذْ قَالَ لاِبْنِ عَوْفٍ امْشِ نَحْرُسُ
بُكَا صَبِيٍّ فَأَتَاهُ وَرَجَعْ
فَعَادَ ثَالِثًا فَعَادَ جَائِيَا
قَالَتْ لَهُ دَعْنِي فَقَدْ أَبْرَمْتَنِي
إِلَّا لِمَنْ يُفْطَمُ هَذَا الْغَرَضُ
صَلَاةَ فَجْرٍ يُسْمِعُ الْبُكَاءَ
فَرْضِي لِكُلِّ وَلَدِ الإِسْلَامِ
الشَّحْمَ وَالدَّقِيْقَ وَالَّذِي عَمِلْ
ذَهَبَ إِذْ مَرْأَةُ شَخْصٍ تَلِدُ
تَقْبُلُهَا وَكُلُّ ذَا فِي لَيْلَتِهْ
يُبَالِغُونَ فِي الثَّنَا وَصَدَقُوا
عَفْوًا كَفَافًا لَا أُسَالُ عَنْهَا
أَذْهَبْ إِلَى عَائِشَةٍ لِدَفْنِي
فَإِنَّنِي أَلآن امْرُءٌ مَأْمُورُ
مَعْ صَاحِبَيْهِ الْمُصْطَفَى وَصِهْرِهِ
أَوْ مَنَعَتْ دُفِنْتُ بَيْنَ الأُمَّةِ
وَذَا لِدَفْنِيَ ادَّخَرْتُ مِنْ قِدَمْ
كَمْ كُنْتُ أَسْمَعُ النَّبِيَّ وَصَدَقْ
دَخَلْتُ مَعْهُمَا كَذَا خَرَجْتُ
فِي سِتَّةٍ فَالْخَتَنَانِ سَعْدُ
جَاءَتْ لِعُثْمَانَ بِجَمْعِ خَيْرِ

خلافة عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه

هُوَ ابْنُ عَفَّانٍ أَبِي الْعَاصِ بْنِ
عَبْدِ مَنَافٍ فَهُوَ أَدْنَى الْعَشَرَةْ
بُوْيِعَ بِالإِمْرَةِ مِنْهُمْ أَجْمَعِ

أُمَيَّةِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ بْنِ
بَعْدَ عَلِيٍّ فِي الْتِقَاءِ الشَّجَرَةْ
فِي أَوَّلِ السَّنَةِ عَامَ أَرْبَعِ

ذكر ما كان في أيامه من الفتوحات وغيرها

سَنَةَ سِتٍّ زَادَ أَرْضَ الْمَسْجِدِ
سَنَةَ سَبْعٍ قَدْ غَزَا مُعَاوِيَةْ
سَنَةَ تِسْعٍ فَتَحُوا إِصْطَخْرَ مَعْ
ثُمَّتَ فِيْهَا كَثُرَ الْفُتُوحُ
فَاتُّخِذَتْ خَزَائِنٌ لأَجْلِهَا
وَكَانَ يُعْطِي مِائَةَ الأُلُوفِ
فَاتَّسَعَتْ عَلَيْهِمُ الأَمْوَالُ
سَنَةَ إِحْدَى غَزْوَةُ الأَسَاوِدَةْ
وَفِي اثْنَتَيْنِ وَغَلَ ابْنُ صَخْرِ
وَفِي ثَلَاثٍ كَانَ غَزْوُ قُبْرُسَ
ثُمَّ بِهَا أَيْضًا غَزَا مُعَاوِيَةْ
وَابْنُ أَبِي سَرْحٍ بِلَادَ الْحَبَشِ
سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِيْنَ انْحَصَرْ
وَلَمْ تَزَلْ جُهَّالُ مِصْرَ تَحْصُرُ
فَذَبَحُوهُ تَالِيَ الْقُرآنِ
وَقْتَ صَلَاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ الْجُمْعَةِ
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ لَعْنَةْ

وَفَتْحُ سَابُورَ بِصُلْحٍ جَيِّدِ
قُبْرُسَ ثُمَّ فَتْحُهُمْ إِفْرِيْقِيَةْ
فَارِسَ بَعْدَهَا خُرَاسَانُ جُمَعْ
فَخَشِيَ الأَمْوَالَ لَا تَرُوحُ
وَفُرِّقَتْ فِي وَقْتِهَا لأَهْلِهَا
لِوَاحِدٍ مِنْ غَيْرِ مَا وُقُوفِ
وَبَطِرَتْ مِنْ ذَلِكَ الْجُهَّالُ
وَفَتْحُ نِيْسَابُورَ بِالْمُجَاوَدَةْ
فِي الرُّومِ فِي الْبَرِّ وَجَوِّ الْبَحْرِ
أَيْضًا وَقَتْلُ قَارِنٍ بِفَارِسَ
مَلَطْيَةً حِصْنَ الْمَرَاةِ افْرَنْطِيَةْ
فِي أَرْبَعٍ ذَاتُ الصَّوَارِي فِي الْحُرَّشِ
عُثْمَانُ ظُلْمًا وَابْتِلَاؤُهُ حَضَرْ
حَتَّى عَلَيْهِ الدَّارَ هَجْمًا عَبَرُوْا
بَيْنَ يَدَيْهِ الْمُصْحَفُ الْعُثْمَانِيْ
ثَامِنَ عَشْرٍ قَدْ مَضَى فِي الْحِجَّةِ
إِذْ كَانَ ذَا أَوَّلَ كُلِّ فِتْنَةْ

ذكر شيء من فضله ومناقبه رضي اللَّه عنه

مَنْ مِثْلُ عُثْمَانَ الزَّكِيُّ الطَّاهِرُ
عَالِيَ الْمَقَامِ زَوْجُ الاِبْنَتَيْنِ
يَكْفِيْهِ أَنَّ الْمُصْطَفَى أَخْبَرَهُ
بِجَنَّةِ الْمَأْوَى وَبِالشَّهَادَةْ
أَلَمْ يَكُنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةْ
جَاءَ بِهَا جَمِيْعِهَا فَصَبَّهَا
فَقَالَ عَنْهُ مُخْبِرًا لِلْقَوْمِ
وَبَاتَ طُوْلَ اللَّيْلِ شُكْرًا مِنْهُ
وَحَطَّ فِي تَبُوكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ
ذَا غَيْرُ أَمْوَالٍ لَهُ فِي النَّاسِ
وَعِنْدَمَا جَاءَتْ لَهُ تِجَارَهْ
وَكَمْ لَهُ مَنْقَبَةٌ وَفَضْلُ

تَالِي الْقُرَانِ لِلْبَلَاءِ صَابِرُ
مِنْ أَجْلِ ذَا سُمِّيَ ذَا النُّوْرَيْنِ
بِهَذِهِ الْبَلْوَى كَمَا بَشَّرَهُ
مَا بَعْدَ ذَا فَضْلٌ وَلَا سَعَادَةْ
مِنْ ذَهَبٍ هُوَ مِئَاتٌ عَشْرَةْ
فِي وَسْطِ حِجْرِ الْمُصْطَفَى وَكَبَّهَا
مَا ضَرَّ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ
رَبِّ رَضِيْتُ عَنْهُ فَارْضَ عَنْهُ
أَلْفَ بَعِيْرٍ كَامِلَاتِ الْعُدَّةِ
وَهَبَهَا مِنْهُمْ لِكَيْ يُوَاسِيْ
فَرَّقَهَا مِنْ قَبْلِ تَأْتِي دَارَهْ
يَضِيْقُ عَنْ إِيْرَادِهَا الْمَحَلُّ

خلافة علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه

وَبَعْدَهُ قَدْ بَايَعُوا عَلِيَّا
فَقَامَ فِي جِدٍّ وَفِي اجْتِهَادِ
أَوَّلَ عَامِ السِّتِّ ثُمَّ كَانَا
طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مَعْ عَائِشَةِ
وَقَصَدُوا فِي السَّيْرِ نَحْوَ الْبَصْرَةْ
فَسَاقَ مِنْ خَلْفِهِمُ الْفَتَى عَلِيْ
أَثَارَهَا جُهَّالُ كُلِّ فِرْقَهْ
وَعَامَ سَبْعٍ وَثَلَاثِيْنَ غِيَرْ
وَبَقِيَ الْحَرْبُ عَلَيْهَا مُدَّةْ
فَقَدْ رَوَيْنَا عَنْ فَتَى سِيْرِيْنَا
سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ قَتِيْلٍ ثَمَّ ثُمْ
فَرَاغَ لِلْخِدَاعِ فِيْهَا عَمْرُو
أَمَرَهُمْ أَنْ يَرْفَعُوا الْمَصَاحِفَا
فَكَانَ مَا قُدِّرَ فِي الْكِتَابِ
عَلَى عَلَيٍّ وَهُمُ أَنْصَارُ
وَوَقَعَتْ بَيْنَ الْفَرِيْقَيْنِ عَلَى
خَلَائِقٌ وَذَاكَ شَأْنُ الْفِتْنَةِ
سَابِعَ عَشْرِ رَمَضَانَ قُتِلَا
قَتَلَهُ أَشْقَى الْوَرَى ابْنُ مُلجَمِ

الْبَطَلَ الْمُؤَيَّدَ الْمَرْضِيَّا
يَقْصِدُ وَجْهَ اللَّهِ بِالسَّدَادِ
نَدِمَ مَنْ لَمْ يَنْصُرُوا عُثْمَانَا
فَقَامَ هَؤُلَاءِ فِي طَائِفَةِ
لَعَلَّ أَنْ يَحْصُلَ فِيْهَا النُّصْرَةْ
وَكَانَ مِنْ ذَلِكَ يَوْمُ الْجَمَلِ
أَقْبِحْ بِشَأْنِ الْخُلْفِ مَا أَشَقَّهْ
فَوَقَعَتْ صِفِّيْنُ أَثْنَاءَ صَفَرْ
وَالْمُسْلِمُونَ فِي أَذًى وَشِدَّةْ
أَنَّ الَّذِي عُدَّ عَلَى صِفِّيْنَا
كَادَ انْتِصَارٌ لِعَلِيٍّ أَنْ يَتِمْ
وَفِي خِدَاعِ الْحَرْبِ يَأْتِي الْمَكْرُ
وَيَطْلُبُوا التَّحْكِيْمَ وَالتَّأَلُّفَا
وَخَرَجَتْ طَوَائِفُ الْكِلَابِ
وَكَفَّرُوهُ وَهُمُ الْكُفَّارُ
النَّهْرُوَانِ وَقْعَةٌ وَقُتِلَا
سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ لَيْلَ الْجُمْعَةِ
عَلِيٌّ الشَّهِيْدُ أَشْرَفُ الْمَلَا
فَلْيُهْنَ بِالْخُلُودِ فِي جَهَنَّمِ

ذكر شيء من فضله ومناقبه رضي اللَّه عنه

مَاذَا يَقُولُ الشَّخْصُ فِي وَصْفِ عَلِيْ
أَلَيْسَ قَالَ الْمُصْطَفَى لِحَيْدَرِ
أَلَيْسَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا تَقِي
أَلَمْ يَكُنْ مِنَ النَّبِيِّ بِمَنْزِلَهْ
وَصَحَّ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ الْمُرْسَلِ
وَقَوْلِهِ قُمْ يَا أَبَا تُرَابِ
وَيَوْمَ بَيْتُ الْمَالِ وَهْوَ مُمْتَلِيْ
تَاللَّهِ إِنَّ فَضْلَهُ لَا يُحْصَى

وَفَضْلُهُ جَا فِي الْكِتَابِ الْمُنْزَلِ
مَا قَالَ فِي الرَّايَةِ يَوْمَ خَيْبَرِ
وَلَمْ يَكُنْ يُبْغِضُهُ إِلَّا شَقِي
هَارُونَ مِنْ مُوْسَى كَمَا قَدْ قَالَ لَهْ
مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَمَوْلَاهُ عَلِيْ
وَيَوْمَ أَعْطَى دِرْعَهُ الأَعْرَابِيْ
فَرَّقَهُ وَقَوْلُهُ فِي الْعَسَلِ
وَوَصْفَهُ الْجَمِيْلَ لَا يُسْتَقْصَى

خلافة ابنه الحسن رضي اللَّه عنه

وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ السِّبْطُ الْحَسَنْ
سَنَةَ إِحْدَى فِي رَبِيْعِ الآخِرِ
قَرِيْبَ الأَنْبَارِ بِأَرْضِ مَسْكِنِ
وَلَمْ يَكُنْ مِنْ رَأْيِهِ سَفْكُ الدِّمَا
قَدْ قَالَ جَدُّهُ النَّبِيُّ أَحْمَدُ
فَرَاسَلَ ابْنَ صَخْرِ فِي الصُّلْحِ عَلَى
فَسَلَّمَ الأَمْرَ لَهُ وَرَاحَا
وَكَانَ أَشْبَهَ الْوَرَى بِالْمُصْطَفَى
وَهَهُنَا تَمَّتْ ثَلَاثُونَ سَنَةْ
وَبَعْدُ حَتَّى عَصْرِنَا لَيْسَ يُرَى
لَكِنْ مُلُوكٌ قَدْ غَزَوْا وَعَدَلُوْا
كَابْنِ سُبُكْتِكِيْنَ وَابْنِ زَنْكِي

وَنَجْلُ صَخْرٍ فِي الْخِلَافِ مَا سَكَنْ
تَنَازَلَ الْجَمْعَانِ بِالْعَسَاكِرِ
وَظَهَرَ الْغَدْرُ بِجَيْشِ الْحَسَنِ
فَاخْتَارَ قَصْدَ الصُّلْحِ تَحْقِيْقًا لِمَا
إِنَّ ابْنِيَ الْحَسَنَ هَذَا سَيِّدُ
شُرُوطٍ اشْتَرَطَهَا فَقَبِلَا
أَقَامَ فِي طَيْبَةَ وَاسْتَرَاحَا
وَخَيْرَ أَهْلِ عَصْرِهِ وَأَشْرَفَا
خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ الْمُعَيَّنَةْ
مِثْلُ فَتَى عَبْدِالْعَزِيْزِ عُمَرَا
وَذِكْرُهُمْ فِي غَيْرِ هَذَا أَجْمَلُ
فَيُوسُفَ النَّاصِرِ فَاسْمَعْ وَاحْكِي

الخاتمة

وَكَمَلَتْ ذَاتُ الشِّفَا فِي سِيْرَةِ
أَبْيَاتُهَا جَاءَتْ ثَوَانٍ كُمَّلَا
خَامِسَ عِشْرِي الْحِجَّةِ الْمُحَرَّمَةْ
أَعْنِي بَنِي الأَصْفَرِ لَمَّا أَقْبَلُوا
يَقْدُمُهُمْ مَلِكُ الأَنْكُرُوسِ
وَالسَّرْفِ وَالإِفْلَاقِ وَالْبُلْغَارِ
فَاجْتَمَعَ الْكُلُّ بِقَلْبٍ وَاحِدِ
قَالُوا جَمِيْعًا مَعْشَرَ الأَبْطَالِ
لَيَأْخُذَنْكُمْ بَلَدًا بَعْدَ بَلَدْ
فَاسْتَوْعَبُوا مَمَالِكَ النَّصَارَى
وَانْتَخَبُوا كُلَّ شُجَاعٍ بَطَلِ
وَفَعَلُوا ذَلِكَ فِي سِنِيْنَا
غَرَّهُمُ الْبَابَا فَجَاؤُوا كُلُّهُمْ
فَحَضَّهُمْ عَلَى قِتَالِ التُّرْكِ
الرُّومِ وَالشَّامِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ
وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيْطُ
فَقَطَعُوا النَّهْرَ الْكَبِيْرَ طُونَهْ
وَاجْتَهَدُوا فِي حَصْرِ نِيْكَابُولِيْ
وَأُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيْلَا
بِسَعْدِ بَا يَزِيْدَ أَوْلَى مَنْ مَلَكْ
فَهْوَ الَّذِي كَسَرَهُمْ بِنَفْسِهِ
فَلَمْ يَرُدَّ مِنْهُمُ مُخَبِّرُ
فَأَبْشِرُوا بِفَتْحِ قُسْطَنْطِيْنِيَهْ
لَعَلَّ ذِي الْمَلْحَمَةُ الْمَذْكُورَهْ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى أَنْ نَصَرَا
صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ ثُمَّ سَلَّمَا

الْمُصْطَفَى وَالْخُلَفَاءِ الْخَمْسَةِ
عَامَ حِسَابٍ صَحَّ ذَاكَ جُمَّلَا
ثَالِثَ يَوْمٍ مِنْ وُقُوعِ الْمَلْحَمَةْ
وَتَحْتَ رَايَاتِ الْوَفَاءِ وَصَلُوا
فِي الآصِ وَالْفَرَنْجِ ثُمَّ الرُّوسِ
وَنَحْوِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْكُفَّارِ
عَلَى ابْنِ عُثْمَانَ الْفَتَى الْمُجَاهِدِ
إِنْ لَمْ تَقُومُوا قَوْمَةَ الرِّجَالِ
وَلَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدْ
وَجَمَعُوا الصِّغَارَ وَالْكِبَارَا
يُظَنُّ أَنْ يَرُدُّ أَلْفَ رَجُلِ
وَبَلَغُوا الآلَافَ مِنْ مِئِيْنَا
وَجُنْدُهُمْ وَخَيْلُهُمْ وَرَجْلُهُمْ
وَقَهْرِ الإِسْلَامِ وَأَخْذِ الْمُلْكِ
هَذَا الَّذِي أَضْمَرَهُ الأَنْكُرُسِ
وَكَيْدُهُمْ فِي نَحْرِهِمْ يُحِيْطُ
عَلَى زُهَا أَلْفَيْنِ مِنْ سَفِيْنَهْ
فَانْقَلَبُوا بِخَيْبَةِ الْمَأْمُولِ
وَنُكِّلَ الْعُزَّى بِهِمْ تَنْكِيْلَا
أَيَّدَهُ اللَّهُ بِآلَافِ مَلَكْ
لَمَّا أَذَاقَهُمْ أَلِيْمَ بَأْسِهِ
إِلَّا قَلِيْلاً مِثْلُهُ لَا يُذْكَرُ
فَلَمْ تَكُنْ مِنْ بَعْدِ ذَا لِتَعْصِيَهْ
وَاللَّهُ رَبُّنَا مُتِمٌّ نُورَهْ
نَبِيَّهُ وَدِيْنَهُ وَأَظْهَرَا
وَرَدَّ كَيْدَ مَنْ بَغَى وَسَلَّمَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج3.كتاب المزهر في معرفة اللغة للسيوطي الجزء الثالث والاخير{من النوع الحادي والأربعون معرفة آداب اللغوي الي الخاتمة}

  النوع الحادي والأربعون معرفة آداب اللغوي  أول ما يلزمه الإخلاص وتصحيح النية لقوله ﷺ: « الأعمال بالنيات » ثم التحري في الأخذ عن الثقات لق...